السبت 23 نوفمبر 2024

رواية طبقات فرقتنا ولكن بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 13 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

الطرف الآخر بعد أن استطاعت إقناعها
طيب يلا سلام بقى علشان عندي شغل
أغلقت الهاتف ووضعته أمامها لتعود إلى ما كانت تفعله بعد هذه الحړب الذي خاضتها مع صديقتها التي كانت تعاتبها على عدم معرفتها بأمر يحي
لم تلاحظ ذلك الشخص الذي اسودت عيناه لثاني مرة في هذا اليوم الذي اعتبره يوم مشؤوم منذ صباحه الآن لا أحد يفهم شعوره لا أحد يدري بهذه النيران الذي تنهش قلبه وروحه معا لا أحد
يرى البركان الثائر بداخله دلف إلى مكتبه مرة أخرى بعد أن استمع إلى حديثها يجوب الغرفة ذهابا وإيابا وهو يخلل خصلات شعره پعنف يجلس تارة وتارة أخرى يقف لا يعلم ما عليه فعله هل من الممكن أن تكون هذه إشارة بأنها تسلب منه الآن إن لم يتدارك الأمر 
اتنين في يوم واحد ياربي ليه بس كده أعمل ايه دلوقتي
لمعت عينيه بفكرة چنونية ربما تكون نهاية البداية بالنسبة له أو بداية السعادة لحياته معها.
دلفت إلى منزلها بهدوء شديد وهي تشاهد والدتها تعطي لها ظهرها وتجلس مع أصدقائها من الطبقة المخملية الراقية نظرت إلى والدتها بهدوء وهي تفكر كم مرة نعمت بحنانها وكم مرة جلست معها أو مع أخويها تذكرت فقط عدد المرات التي كانت فيها مع الخادمات وعدد المرات التي ذهبت بها إلى النوادي والمؤتمرات لتحافظ على مكانتها بين نسوة المجتمع الراقي.
ألقت على والدتها وأصدقائها التحية ثم ذهبت إلى درج الڨيلا لتصعد إلى غرفتها لعلها تنعم ببعض الراحة من هذا الدوران الذي استحوذ عليها في الأيام الماضية
وقفت أعلى الدرج وهي غير قادرة على القدوم خطوة واحدة للأمام فقد تمكن منها الدوار ودارت رأسها پعنف وبلا هواده لتترنح في خطواتها الغير متزنة وتنزلق قدميها من أعلى الدرج
تدحرجت من أعلاه إلى أسفله وهي غير واعية لما يحدث فقط رأت نفسها في طريق مظلم من بدايته إلى نهايته لا يوجد شيء يرشدها إلى الطريق الصحيح الذي يجب عليها أن تسلكه وحتى ضوء القمر اختفى لتنعدم الرؤية لديها.
هبت والدتها واقفة وتقدمت سريعا من ابنتها عندما استمعت إلى صوت صدام قوي وصوت صړاخ الخادمة في آن واحد انحنت بجسدها ناحية ابنتها بلهفة وقلق بينما صديقاتها يحاولون مساعدتها ولكن لفت نظرهم جميعا تلك الډماء التي تندفع من جزئها السفلي لتنظر لها والدتها بدهشه وقلق يظهر جليا عليها وهي تحاول افاقتها ولكن دون جدوى بينما هاتفت إحدى صديقاتها الإسعاف يأتون سريعا في محاولة منهم للحفاظ على حياتها.
بعد تلك الفكرة التي اقټحمت عقلة بلا هوادة فتح باب المكتب الخاص به بحدة ثم خرج ووجه لا ينذر بالخير حتى أنها وقفت على قدميها تتسائل ما به...
ذهب إلى خلف مكتبها لينظر لها بشيء من الغرابة ثم وفجأة قبض على يدها ليجبرها على السير معه إلى داخل مكتبه.. دلفت خلفه إلى المكتب وهو يجذبها لا تدري ما الذي يحدث وما به ذلك المچنون ذو الشعر الأسود اللامع ل تراه يغلق باب المكتب ثم توقف أمامها وأخذ نفس عميق بصوت مسموع ثم جذب شعره للخلف وهو يزفر بضيق
تسائلت وهي غير مدركة ما الذي يحدث له وما الذي يفعله
هو فيه حاجه حضرتك ... أقصد يعني ..
لم يدعها تكمل تلك التساؤلات الذي كانت بعقلها وتحاول إخراجها على شفتيها قبض بيده على كتفيها وهو ينظر إلى داخل بنيتها بعمق وحب لم تراه هي
ممكن تسمعيني للأخر ... أنا عايز أقولك حاجات كتير أوي ومش عارف إزاي ... أنا ...
توقف وعاد إلى الخلف وهو لا يعرف كيف ستكون إجابتها للحظة فكر في حماقته وأنه تسرع في أخذ ذلك القرار لربما يخسرها خاصة بعد أن قالت له تلميحات تدل على أنها لا تفكر به ولكن ضړب كل ذلك بعرض الحائط عندما رأى نظرة عينيها المسترجية له ب استكمال الحديث لينظر لها وهو يحاول إلقاء الحمل عن عاتقه في دفعة واحدة
سما أنا من يوم ما شوفتك وأنا حاسس بمشاعر لأول مرة في حياتي أحس بيها ... يوم ما جيتي هنا أول مرة شوفتك فيها تخيلي إني جريت وراكي علشان أشوفك بس ولو من بعيد ... يمكن تقولي عليا مچنون أو دي مشاعر واهية بس حقيقي أنا من أول مرة ودي حالتي ولحد النهاردة .. لحد ما سمعتك وأنت بتقولي إنك هتتخطبي لحد هنا ومقدرتش أسكت ...
قاطعته سريعا بعد أن كان هناك فرحة عارمة في قلبها تكاد تطير من السعادة لسماعها تلك الكلمات التي لطالما حلمت بها منه ولكن شعرت بأن هناك تجاوز في الأمور فهناك فرق شاسع بينها هي ابنة محمود الدجوي الموظف البسيط الذي يعمل لديه هو ووالده هي حقا لا تقلل من نفسها أو من والدها ولكن هذه هي الحقيقة
مصطفى ... مش هينفع
نظر بعينيها الحزينة والتي كانت تلمع بالسعادة منذ قليل ليهتف باستغراب واضح عاقدا ما بين حاجبيه
ليه..
ابتلعت تلك الغصة المتكونة في حلقها بينما وجهها يشتعل بتلك الحمرة خجلا وتضغط على أصابع يدها بتوتر شديد يظهر جليا عليها
أنت مش شايف أنا فين وأنت فين ... كل الكلام الجميل اللي قولته ده ممكن يكون لأني صنف جديد عليك من الطبقة السفلية علشان كده انجذبت ليه
نظر إليها بدهشه بعد أن اختلفت ملامح وجهه وردد كلمتها بذهول تام فهو لم يتوقع أن يكون ذلك ردها
صنف.. هو كل الكلام اللي قولته ده طلعتي منه إنك صنف والفرق اللي بينا... أولا مفيش حاجه اسمها فرق في الطبقات أنا وأنت واحد كلنا بشړ زي بعض وثانيا أنا أقسم بالله أول مرة أفكر في واحدة بالطريقة دي مش صنف ولا حاجه يا سما 
لا في فرق يا مصطفى وفرق كبير أوي
رد عليها سريعا متلهفا لرؤية وجهها بعد هذه الكلمة التي لم يقولها لأحد سواها
سما أنا بحبك
لا تنكر كم كانت سعيدة بأنه يكن مشاعر لها لا تنكر كم كان قلبها يطير فرحا بكلماته عنها ولكن هناك معتقدات بداخل عقلها أن هناك فرق كبير بينهم وربما يحدث خلافات كثيرة لذلك وبالرغم من كل هذه المعتقدات إلا أنها مازالت تعشقه ولم تفكر حتى بأمر يحي بعد
اقترب منها بهدوء مسيطرا على كامل حواسها بهذه النظرة التي بعينيه انخفض على شفتيها يقبلها برقة بالغة وحنان جارف استشعرته بقبلته التي خطفت جميع حواسها وسارت القشعريرة في أنحاء جسدها وكأنها لمست سلك عار ليمر عليها التيار الكهربي انخفضت يده اليمنى إلى خصرها والأخرى خلف رأسها ليقربها منه ولكن قاطع تلك اللحظات الرومانسية هاتفه الذي أصدر صوتا معلنا عن مكالمة هاتفية ولم يعيره إهتمام ولكن لم يصمت الهاتف عن الرنين ليبتعد عنها أخذا أنفاسه ثم أمسك بالهاتف وضغط على شاشته بحركة سريعة ووضعه على أذنه ليستمع إلى صوت والدته الباكي
أهدي طيب أنا جاي حالا
أغلق الهاتف ثم ذهب ناحية مكتبه ليأخذ مفاتيحه سريعا فنظرت له تهتف بقلق لم تستطيع مداراته بعد أن استعادت السيطرة على نفسها
في
حاجه حصلت
أختي تعبت وراحت المستشفى وأنا مضطر امشي...
استكمل حديثه وهو ينظر إلى بنيتيها
كلامنا
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 29 صفحات