السبت 23 نوفمبر 2024

رواية طبقات فرقتنا ولكن بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 14 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

لسه منتهاش يا سما واظن أنه هينتهي وأنت في بيتي ... حلالي
ثم خرج سريعا ولم يترك لها فرصة للرد عليه وكيف سترد عليه وهي تشتعل خجلا وقهرا في آن واحد أحقا يجب علي أن أتركه بسبب هذه الفروق اللعېنة أم أخضع إلى قلبي وقلبه الذي كان يناجيني منذ قليل!.
ذهلت من حديثه الذي ألقاه عليها تتسائل هل من الممكن أنه أيضا يشعر
بتلك المشاعر البلهاء مثلها.. هل يتحدث بكلام غير حقيقي حتى يقعها بشباكه مرة أخرى ولكن رأت الصدق بعينيه رأته يحاول جاهدا حتى تصدق حديثه
وليه عايزني أكون معاك بقى ... مفكر اني ممكن أوافق بعد اللي كنت هتعمله فيا!.
تقدم وملامح وجهه أصبحت باهته وهو يحاول إقناعها
أقسملك بالله كنت بخۏفك بس ... لما لقيت عبد الرحمن قريب منك جامد وأنا بتصديني بالطريقة دي غرت منه أوي وفكرت بغباء كنت عايز اخوفك بس
ابتسمت بداخلها لكلمة الغيرة التي خرجت منه بعفوية لتقول بهدوء كما هي على وضعها
وغرت منه ليه بقى
علشان عايز ابقى صاحبك زيه
وجد نفسه يلقي عليها هذه الكلمات ليقول مستكملا
ممكن تديني فرصة ونكون صحاب بس لحد ما تتأكدي أن نيتي خير ... أنا أول مرة أطلب الطلب ده من حد وحاجات كتير اضطريت اعملها معاك أرجوك وافقي بقى
واشمعنى هنكون صحاب لحد ما أتأكد أن نيتك خير
مش يمكن علاقتنا تكون أكبر من كده
نظرت له بعد هذه الكلمات بهدوء لا تدري أتوافق حقا أم لا داهمت عقلها فكرة منذ الوهلة الأولى بأنه يكن لها مشاعر في قلبه كما تفعل هي
موافقة نكون صحاب
احتلت شفتيه ابتسامة عريضة بعد تفوهها بهذه الكلمة ليقدم لها يده يصافحها بحرارة ثم أستمع إلى رنين هاتفه أخرجه من جيبه وأجاب عليه بعد أن علم أنها والدته ولتلقي عليه بالصاعقة كما فعلت مع شقيقه حتى يذهب إليها سريعا
أخرج هاتفها من جيبه ثم أعطاه إليها وذهب سريعا بعد أن قال لها أن شقيقته قد نقلت للمشفى بينما جلست هي تفكر في ابتسامته وعيونه حالكة السواد تلك وكل ما ألقاه على مسامعها متناسية تماما ما حاول فعله معها ليجعلها تهابه.
دلف إلى داخل غرفته فور دخوله من باب المنزل كما يفعل منذ أن اشتد الحوار بينهم ... بدل ملابسه بأخرى للنوم ثم تمدد على الفراش ممسكا بالهاتف بيده يطالع ما فيه دون أن يلقي لها بالا
دلفت إليه تخفض رأسها بالأرض ثم رفعتها تنظر له وقالت بتوتر من صده لها كما المرات السابقة
أنا ... أنا حضرت السفرة مش هتتعشى معايا
لم يرتفع بنظره عن الهاتف متعمدا تجاهلها لتعتقد أنها ترى بعض من الذي ستراه بعد ذلك 
مش عايز
بس أنت مأكلتش حتى لما خرجت الصبح بردو مردتش تفطر
وضع الهاتف على الكومود بعد أن أغلقه لينظر لها بسخرية قائلا
مين الأهبل اللي قالك إني مأكلتش ... أنا فطرت مع مصطفى واتعشيت مع أصحابي بره
جلست أمامه على الفراش دون أي مقدمات عينيها تزف إليه الدموع قبل أن تتحدث شفتيها
أنا عارفه إني غلطت في التعبير والكلام اللي قولته ماكنش ينفع أقوله لكن خلاص ده بقى أمر واقع وأنت وعدتني إنك هتجوز ليه بقى بتعمل كده خلينا نرجع زي ما كنا بلاش الجمود ده
نظر إلى دموعها التي تجعل قلبه محطم إلى أشلاء ولكن استكبر على احتوائها ليجعلها تتذوق نفس الكأس الذي جعلته يرتشف منه ليالي طويلة
صح زي ما قولتي ده بقى أمر واقع وأنا فعلا هتجوز يبقى أنت لازم تتعودي على كده
قصدك ايه..
ابتسم بسخرية ممېتة ووقف على قدميه ليخرج من الغرفة قائلا
قصدي اللي وصلك
جلست تحادث نفسها هل هي أخطأت عندما أرادت أن تجعله أب لماذا يعاقبها بهذه الطريقة الغير مرغوب بها بتاتا هل هذا جزائها أم أن والدتها كانت محقة.
وقعت غمامة سوداء على بيتهم منذ دلوفها إلى المشفى حتى خروجها منها لم يكن أحد يعتقد أنها من الممكن أن تفعل ذلك الشيء البشع كم كان والدها مهموما يظهر الحزن عليه جليا ولم يكن حال اخويها أقل منه بينما والدتها التي جلست تفكر متى فعلت ذلك الجميع في وضع مخجل وتفكير مشتت..
تحدث والدها بعصبية شديدة بعد أن طال صمته
أنت إزاي تعملي حاجه زي كده.. إزاي حرام عليكي اودي وشي فين من الناس
صاحت والدتها هي الأخرى بضيق تنظر لزوجها بحدة
ما تهدى شوية البنت لسه محتاجه راحه
اقترب منها وهو يشعر أن كل ما وصلت إليه ابنته وعائلته بسببها هي فقط قبض على كتفيها بحدة وعصبية ليهتف من بين أسنانه
والله ما حد عمل فيها كده غيرك
نظرت له بذهول وهي غير مدركة لما يرمي اللوم عليها
وهو أنا اللي قولتلها تروح تتجوز من ورانا
لا يا هانم أنت اللي سبتيها تخرج وقت ما تحب وترجع وقت ما تحب وتاخد فلوس من غير حساب ولما حد يتكلم تهدي الدنيا
نظر أكنان و مصطفى إلى بعضهم بأسى وعندما وجدوا أن ذلك الجدال يشتد قام مصطفى بالتفريق بينهم وتهدأت والده لينظر إلى القابعة على الفراش تبكي وتنوح منذ خروجها ولا تتحدث
ما تنطقي اسمه ايه اللي اتجوزتيه ولا ساكن فين ولا أي حاجه خلينا نلم الليلة دي قبل ما تكبر
نظرت إلى شقيقها بتوتر بالغ والدموع لا تتوقف عن الخروج من عينيها
اس..مه ... اسمه محمد مختار ... كان زميلي وسافر يكمل دراسه بره .. بعد..بعد ما قطعنا الورقتين
الله يخربيتك كمان قطعتوهم كمان!
صار والدها يسب ويلعن إلى أن أخذه مصطفى إلى غرفته قائلا له بأنهم يستطيعون إيجاد حل وهو لا يدري كيف ولكن حتى يجعل والده يهدأ.
وضعت ذلك الكتاب الذي كان بيدها على مكتب مذاكرتها البسيط وهتفت متسائلة موجهه حديثها لشقيقتها
هو ايه اللي حصل النهاردة يا سما في بيت المهدي
لم تلتقي منها إجابة لتنظر لها بذهول ثم وقفت على قدميها وتقدمت منها تترقع ب أصابعها أمام وجهها لتنتشلها من الشرود
في ايه..
بقولك ايه اللي حصل في بيت المهدي النهاردة
أجابت سما قائلة بشرود مرة أخرى
معرفش بنت أشرف بيه تقريبا تعبت ونقلوها المستشفى حتى مصطفى مرجعش المكتب من ساعة ما مشي ولا حتى كلمني
فاقت من شرودها بعد أن أنهت حديثها لتتسائل قائلة
أنت أصلا عرفتي منين أن عندهم حاجه
توترت نظرات منة تجاهها ف أبعدت عيونها عنها
عرفت من أكنان
ومش المفروض أنه واخد فصل بلص أن حضرته بني آدم ساڤل والمفروض كمان لما تشوفيه تغبطي دماغه في الحيطة مش تتكلمي معاه
وقفت منة على الفور ثم ولتها ظهرها تضغط على شفتيها بتوتر وخوف
أصل بصراحة كده هو جه واعتذر ليا وأنا سامحته
وأنت ما صدقتي صح.
التفتت إليها تنظر باستغراب
ليه بتقولي كده
وقفت سما هي الأخرى لتتجه إليها وهي تقول بثبات
أنت مفكرة إني مش واخده بالي يا منة ... لا على فكرة أنا واخده بالي كويس أوي وعارفه مشاعرك من ناحيته وكمان صوره اللي ماليه موبايلك
تجمعت الدموع في مقلتيها وهي لا تدري بماذا تجيب شقيقتها
تفتكري اللي بعمله ده غلط ... على فكرة هو لمحلي بكلام زي ما
يكون عنده مشاعر ليا بس أنا مش عارفه وكمان حلفلي أنه لما حاول معايا
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 29 صفحات