رواية طبقات فرقتنا ولكن بقلم ندا حسن
خلصت وأنت
أنا كمان خلصت
ابتسم بهدوء ثم انحنى للإمام قائلا لها بغمز وهو ينظر لعسلية عينيها
ايه رأيك اوصلك
تغيرت ملامح وجهها واردفت قائلة بضيق
لا يا أكنان قولتلك لا
زفر هو الآخر بضيق شديد وهتف قائلا
محصلش حاجه المرة اللي فاتت لما وصلتك وبعدين مش أحسن ما تتزفتي تركبي مواصلات
ابتسمت
له بهدوء لأنها تعلم أنه ېخاف عليها من ذهابها وحدها في مواصلات عامة يكن بها من البشر أنواع مختلفة وربما يقع حظها مع سيء الاختلاف
أخذ نفس عميق وزفره ثم هتف مجيبا إياها
حاضر يا منة حاضر ... نخرج بالليل بقى شوية
وقفت على قدميها وأمسكت حقيبتها ثم صاحت قائلة بضيق
أنا ماشية علشان أنت شكلك مش فاهم أنا بقول ايه
ابتسمت والفرحة تغزو قلبها الذي تعود منه على هذا الدلال منذ أن عقدت معه اتفاقية المصالحة وهو يوم بعد يوم يثبت لها كم هو يعشقها لتستسلم على الفور معترفة له أيضا بحبها الحبيس بقلبها
وأنت كمان على فكرة
____________________
كانت تتحدث مع زميلتها عبر الهاتف لتقص عليها ما حدث مع صديقهم عبد الرحمن الذي لم يذهب إلى كليته اليوم بسبب تعرضه لحمى شديدة
أجابت الأخرى عبر الهاتف بخبث واضح لأي شخص غير منة التي وثقت بها
هو لما كلمني امبارح قالي معرفكيش علشان متقلقيش عليه بس كلمته من شويه كان تعبان أوي ومش قادر يتكلم أنا كنت هروحله بس ماما تعبانه هي كمان ومش هقدر امشي روحي اطمني عليه وطمنيني
اروح ليه أنا هكلمه بس وبعدين إحنا بالليل
تحدثت جهاد قائلة بقلق مزيف جعلته حقيقي للغاية لتقتنع منة به
مفيش حد عنده يا منة أهله في حفلة تبع شغل والده وأنا بصراحة قلقانه عليه خالص لأنه قالي أنه سخن والحرارة مش بتنزل روحي أرجوك يا منة ولو تعبان كلمي دكتور يروحله دا عبد الرحمن بردو أخونا هنسيبه كده
أغلقت معها الهاتف ثم شرحت ل سما كل ما حدث والتي قالت لها أنها ستذهب معها لأن ذهابها وحدها بهذا الوقت غير صحيح وارتدت كل منهما ملابسها وخرجوا سويا للذهاب إليه بعد أن استأذنت والدها ولكن لم تقل الحقيقة فقالت أن جهاد هي المړيضة لأنه بجميع الأحوال لن يوافق على ذهابهم في مثل ذلك الوقت لشاب وحده بمنزله حتى لو مهما كانت صلة القرابة والثقة التي بينهم.
استمعت إلى صوت باب منزلها يغلق فخرجت على الفور من غرفة نومها لاستقباله فمن غيره يستطيع الدلوف إليه بهذه السهولة فور أن رأته يقف أمامها خرجت الدموع من عينيها تجري على وجنتيها بلا توقف عدد تلك الدموع أضعاف مضاعفة لاشتياقها له
وقفت مكانها لا تستطيع الحراك فقط تنظر إليه وإلى كل تفصيله بجسده ووجهه الذي لم تراه منذ أسبوعين كاملين والذي قضاهم مع زوجته الأخرى وشخصيته وروحه وحديثه معها الذي لم تراهم منذ ما يقارب الشهرين منذ ذلك اليوم الذي طلبت منه أن يتزوج وهي تتعامل مع رجل آخر غير زوجها
ألقى بتلك المفاتيح الذي كانت بيده على الطاولة أمامه وتقدم منها مبتسما ب إرهاق وقف أمامها ثم مد يده إلى وجنتيها يزيل دموعها ب إبهامه
عامله ايه..
نظرت له بسخرية لازعة رأها بنظرتها ثم بعد ذلك لم يرى وجهها ولكن شعر بثقل جسدها الذي دسته ب أحضانه ورأسها الذي أخذ موقعه على صدره ليربت عليه بهدوء وهو يبتسم من قلبه قبل شفتيه بعد أن أستمع إلى همسها
وحشتني أوي يا عمر
لم تستمع إلى إجابة منه فقط شدد على احتضانها لتبتعد سريعا عنه وهي تنظر داخل عينيهه پقهر قائلة بنفاذ صبر وضيق شديد لتلك الأيام الفائتة والذي عانت بها كثيرا
ايه مش قادر تقولها.. مش كفاية عقاپ لحد هنا بعد كل ده ولسه مربتنيش على كلمتين قولتهم وقت عصبية.. إحنا داخلين في شهرين وأنت على الحال ده معايا وبقالي أسبوعين مشفتكش ولما أشوفك يكون ده ردك عليا..
مرة أخرى تجري الدموع على وجنتيها لتستكمل حديثها قائلة بضعف
لو أنا موحشتكش فأنت وحشتني .. وحشتني أوي كمان
ابتسم بسخرية على كلماتها التي ألقتها عليه أحقا ترى أنها هي فقط التي تعاقب. وماذا عنه.. ماذا عن قلبه المفتور.. ماذا عن روحه التائهة بعيد عنها.. وماذا عن ذلك الإجبار بالعيش مع أخرى غيرها وتأدية الحياة الزوجية السعيدة....
أنت كمان وحشتيني يا مچنونة ... وحشتيني أوي كمان يمكن أكتر منك
ابتسمت بسعادة وعادت مرة أخرى لتحتضنه وكأنها لم تقل شيء منذ قليل وكأن شيء لم يكن أخرجها من أحضانه قائلا
ده مش ردي عليكي لما شفتك ... هو ده الرد الصح
استكمل جملته أمام شفتيها بعد أن انخفض ليقبلها بشوق وحنين كبير يكفي أعوام قادمة ليقبلها بلهفة وهو يحاول تذكر آخر مرة قبلها بها لتعجز ذاكرته عن ذلك ف يحيي كل ذكرى وكل مرة قبلها بها في تلك القبلة الدامية بينما هي تناست تماما ما حدث منه وتناست أنه قادم من عند أخرى غيرها لتستكين بين يده العاشقة والذي سلكت طريقها الصحيح
ذلك ما يحدث دائما عندما تشتاق لنفس بعيدة عنك تتناسى كل شيء إلا وجودها.
___________________
هتفت بذهول قائلة بعدما وجدته بصحة جيدة وليس به شيء كما أخبرتها زميلتها
أنا بس مش فاهمه المچنونة جهاد دي ضخمة الموضوع ليه كده وسخن وأجري الحقيه والله قلقت أوي
ابتسم بهدوء وهتف مجيبا إياها وهو الآخر لا يدري ما الداعي لكل ذلك
هتلاقيها قلقت لما قولتلها إني أخدت دور برد
وقفت على قدميها بعدما اطمئنت عليه لتستعد للذهاب هي وشقيقتها التي ذهبت إلى الخارج تتحدث في الهاتف
طيب أنا همشي بقى لأحسن بابا لو اكتشف الكدبة بتاعتنا وإني هنا معاك وكمان من غير أهلك هتبقى وقعتنا طين وهباب
وكيس الجوافة اللي أنت مفهماه إنك دايبه في دباديبه ايه مش خاېفة يعرف وساختك..
استدارت للخلف لتراه يقف أمامها لا تعلم من أين ظهر الآن ولكن عينيه لونها أسود قاتم يزداد على لونها الأصلي وقد تعرفت على هذه المرحلة التي تتغير بها عينيه حاولت التحدث قائلة باستغراب غير مدركة الفخ الذي وقعت به
أكنان أنت بتعمل ايه هنا
تقدم منها بهدوء ما قبل العاصفة وهو يعتقد أنها كانت ترد له ما فعله بها يعتقد أنها مثلت عليه الحب لټنتقم منه وتأخذ حقها ولكنه لم يكن يدري أن ذلك فخ وقعت به وأنها لم تعشق سواه
جيت علشان أشوفك وأنت بتلبسيني العمة ... علشان أعرف بټخونيني بجد ولا لا ... وكنت عامله شريفه وبتاع ومش موافقه تخرجي معايا ... مردتيش تخرجي علشان هتقضي
الليله عنده صح.
لم تستوعب ما الذي يقوله أهو يتحدث عن الخېانة الآن ما تلك التراهات
أنا ....
لم