الأحد 24 نوفمبر 2024

صماء لا تعرف الغزل بقلم وسام الأشقر

انت في الصفحة 3 من 138 صفحات

موقع أيام نيوز


تقدم أكلات شعبيه لأهل بلدها
في المساء ظلت جالسة علي سريرها تنظر بهذا الكتاب المكتوب باللغة الفرنسية 
نعم فهي رغم ظروفها الا انها لم تستسلم لإعاقتها التي لم تولد بها فهي كانت طفلة مفعمة بالحيوية تسمع وتتكلم مثل باقي الأطفال بسنها وكانت امها صفا تهتم بتعليمها اللغات الإنجليزية والفرنسية منذ الصغر رغم عدم التحاقها بالمدرسة في هذا السن بسبب الحروب والمناوشات وخوف امها الشديد من شي أصبحت تعلمه الان 

هذه هي وسيلتها الوحيدة لمحاربة مللها اليومي فمن الصعب ان تبحث عن عمل بإعاقتها من سيقبل بعمل بكماء يكاد تستطيع السمع انها لا تعترض علي قدرها 
انها سعيدة انها لاتستمع لصوت المنافقين بل تستمع لقلوب من حولها قلوب طيبة لا تعرف الخبث افاقت من شرودها علي اهتزاز جوالها لتعرف المتصل من قبل ما تري اسمه 
ثم وصلها رسالة
محمد نمتي 
غزل 
محمد مش بتردي ليه انا عارف انك زعلانه بس والله ڠصب عني مبعتلكيش بعد ما خلصت 
غزل 
محمد كده ياغزل اهون
عليكي انام زعلان طيب مش هتسالي عملت ايه في الوظيفه 
غزل عملت ايه 
محمد 
عزلمحمد
بعد لحظات رأت رسالته
محمد افتحي انا بره 
قفزت غزل مسرعة بمنامتها الطفولية القصيرة فوق ركبتهالتفتح الباب لمحمد وعندما رآها بهذا الشكل اندفع داخل الشقة ليغلق الباب پعنف ويصيح بوجهها 
انتي ازاي تفتحي الباب بالشكل ده افرضي حد طالع أو نازل شافك كده 
كانت غزل تنظر لشفتاه وهو يتحدث لتفهم ما يقول وتعرف

سبب غضبه وثورته وعندما احست انه علي وشك ضربها حبست الدموع بأعينها وشعرت پخوف شديد جعل جسدها ينتفض بدون سبب 
زفر زفره ساخنة تنم عن غضبه المشتعل وقال بهدوء مفتعل خلاص ياغزل حقك عليا 
شاهدت شفتاه وفهمت ما يقول هذه هي طريقتها لتعرف ما يقوله من يتحدث معاها بعد سماع الأذن اللي خربت وتحتاج تصليح ولكن لايوحد مال لايصلاحها حاليا 
جذبها من يديها وجلس علي اقرب اريكه بصالونهم القديم وجلست بالقرب منه مطئطئة الرأس فرفع وجهها بيده وقال لها مش هتساليني عملت ايه 
طيب ياسيتي احب أبشرك انهم وافقوا عليا وقبلت بالوظيفة وعلي وعدي أو فلوس تجيلي اجبلك اللي تطلبيه 
هزت رأسها بالرفض وكتبت له انها لا تريد الا سعادته وتوفيقه ثم هبت واقفه تصفق بيديها وتجري اللي المطبخ فعادت وبيدها صحن مملوء بالمعجنات المشهوره بوطنها وعصير لتحتفل معه بطريقتها البسيطة لحصوله علي الوظيفة فمد يده التقط قطعة وهو يبتسم لها ابتسامه مهزوزه متحسرا علي حالها كيف لهذا الجمال وهذه البراءة تفني بسبب إعاقة ليس له
في قصر الشافعي وبالأخص بحجره يوسف الشافعي يستيقظ علي رنين هاتفه فيلقي بوسادته أرضا ويستقيم بجزعه ليلتقط الهاتف ويجيب بصوت ناعس ليقفز من فوق السرير عندما يأتيه صوت غليظ من الجهه الاخر 
انت لسه نايم لحد دلوقت طبعا ماهي طابونه وانا ممسك الشركه لحبه عيال 
ياعمي والله انا نايم متاخر عش 
عشان ايه يامحترم انت مش هتبطل هلس بقي العموم بسرعه تلبس وتكون بشركه انا في الطريق لو صلت قبلك أنت عارف هيجرالك ايه ومش هتقدر تضحك عليا زي كل مره يا بشمهندس يوسف 
حاضر يا عمي حاضر 
اغلق الخط ومسك شعر رأسه فهو يريد ضړب احدهم اليوم 
ماشي يا عمي منا مقدرش أقول غير كده اما اشوف يا نج نج وابتسم وتحركه لدورة المياةالملحق بالغرفة 
في منزل الريس صابر 
تجلس امراه في العقد الخمسين ويديها يملؤها الذهب الذي يرن كلما حركت يديها عند حديثها ولكن هذه المراه ذو ملامح طيبه تنم عن نشأتها البسيطه كل حياتها زوجها رحمه الله عليه وابنها عامر الذي
يبلغ ٣٢عاما املها في الدنيا ان تزوجه فتاه مناسبه له لتصونه وترعاه ولكنها تتعجب منه كلما ذكرت له امر الزواج يراوغ من الحديث ويقول عبارته الشهيرة ان الله لم يأذن بعد ولكنها تشعر بميله اتجاه فتاه بعينيها ورغم انها تحب هذه الفتاه الا انها كانت تتمني لابنها افضل فتاه ولا يكون بيها عيب ولكنها لن تفاتحه وتواجهه بشكوكها حتي لا تفتح أبواب لاتريد فتحها مطلقا 
وبالنسبه لغزل فتتمني لها الخير كله وان يأتي لها نصيبها ولكن ليس ابنها 
في حجره عامر يجلس امام مكتبه شارد في هذا الصحن المملوء بالمعجنات صنع يديها وبيده اليمني ورقة كتب عليها اسمه بخط يديها لتعلم سيد ان هذا الصحن خاصته 
ما هذا
 

انت في الصفحة 3 من 138 صفحات