السبت 23 نوفمبر 2024

مع وقف التنفيذ دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 15 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


من زمان يعنى
ابتسمت أم فارس وهى تنظر لعزة المطرقة براسها لاسفل..فهى تعلم أنها ما ارادت رأيها وأنما أرادت رأى فارس ..
مازالت متعلقة بالأمل مازالت ترغبه ... تود أن يقول لها لا تتزوجيه أرفضيه فسأصبح لكى فى يوم من الايام ..
أفاقت أم فارس من شرودها على صوت المفتاح يدور فى باب الشقه 
ورأت فارس يدخل ويغلق الباب خلفه مبتسما لهما وهو يقول

السلام عليكم ..أزيك يا عزة
أبتسمت عزة وهى تنهض واقفة فى حرج وقالت
وعليكم السلام أزيك أنت يا فارس أخبارك أيه
تعجبت عزة أنه لا ينظر إليها وهو يحادثها ولكن قلبها خفق بشدة واصفر وجهها حينما سمعته يقول
ولا بلاش يا ستى أناديكى بأسمك كده لعمرو يزعل ولا حاجه ..أنا بعد كده هقولك يا مدام عمرو بقى وأخلص ..
أخذت حقيبة يدها بضيق وهى تعلقها على كتفها وتقول بتبرم
أنا لسه مبقتش مراته علشان تقولى مدام عمرو ..ثم أنحنت وقبلت أم فارس بسرعه وقالت لها وهى على عجلة من أمرها
معلش يا طنط اصلى افتكرت حاجه مهمه عن اذنك
وخرجت سريعا وكأنها تهرول من بيته ..لا بل تهرول من صدى صوته التى مازال يتردد على مسامعها بكلماته التى أغضبتها وجعلتها تحسم أمرها سريعا ..فلم تعد فى حاجه الى أن تستمع لرأيه فى شأن خطبتها من عمرو ..لقد أجابها دون سؤال
نظر فارس إلي والدته وهو يقترب منها متسائلا وقال
فى أيه يا ماما
مالها عزة !!
قالت والدته وهى تربت على كتفه 
مفيش حاجه يابنى أدخل أنت غير هدومك على ما أحضرلك الغدا
دخل فارس غرفته ليبدل ملابسه ويلتقط انفاسه قليلا من عناء العمل بينما دخلت والدته المطبخ لتعد الطعام وهى واجمة وتحدث نفسها قائلة فى شرود
وبعدهالك يا عزة هتفضلى متعلقه بحبال الهوا الدايبه لحد أمتى يابنتى ..والله لو كان عليا ماكنتش أسيبك ابدا لكن النصيب بقى
فى اليوم التالى وفى المساء صدح رنين الهاتف فى منزل عمرو ..قامت والدته للرد على الهاتف ..تحدثت فى سعاده كبيرة وبعد أن أنهت المكالمه أتجهت الى حيث يجلس عمرو ووالده وأخيه محمود وقالت بابتهاج تبشرهم
مبروك يا عمرو يا حبيبى عزة أستخارت ربنا وواقفت وعاوزنا نروح علشان نتفق على معاد الخطوبه والذى منه
أتسعت عيني عمرو فرحا وهو ينظر لوالدته قائلا
بجد يا ماما عزة وافقت عليا
قالت والدته بزهو
هما كانوا هيلاقوا أحسن منك فين يا بشمهندس
ربت والده على كتفه قائلا
مبروك يابنى
ألتفت عمرو إليه وعانقه بشده وهو يقول
يا حبيبى يا بابا
تأوه والده من عناقه الؤلم ودفعه عنه قائلا
فى ايه يا بنى هو حد قالك انى مش أبوك ولا ايه
ضحك أخيه محمود وهو يقول بعبث
ومالك فرحان كده ليه ده أنت هتخش القفص برجليلك يا حلو
أمسكه عمرو من خديه مداعبا هو يقول
خاليك فى الثانويه الجملى بتاعتك دى
ثم قبض كفيه وهو يشبكهما فى بعضهما البعض وينظر اليهم جميعا بسعاده ويقول
الحمد لله ربنا حققلى أغلى حاجه كنت بتمناها
ثم جلس بجوار والده وهو يقول بحرج
بابا حضرتك عارف طبعا انى أستلمت شغلى الجديد وان شاء الله مرتبى هيبقى كويس أوى البشمهندس صلاح طمنى من الناحيه دى
قاطعه والده وهو يتفحصه قائلا
عاوز تقول ايه هات من الاخر
قال عمرو بسرعه
والله يا بابا هردهوملك أول ما اقبض
ألتقت نظرات والده بوالدته الحائرة فقال فى ثقه 
متقلقيش يا أم عمرو أنا عامل حسابى ...
ثم نظر الى عمرو وقال مطمئنا
متحملش هم أنا كنت عامل حساب اليوم ده من فتره وشبكة عزة عندى
كان الجميع يعمل فى صمت كل يرتب أوراقه ويدون ملاحظاته عليها حتى وضع فارس قلمه على مكتبه وأغلق أوراقه ثم مسح وجهه بكلتا يديه مزيلا لآثار التعب والارهاق البادى على وجهه وقال موجها حديثه ل حسن
يالا يا حسن علشان ننزل نصلى العشاء
رفع الجميع رأسه إليه وقال حسن
هبقى أصليها لما أروح البيت يا فارس متحبكهاش كده العشا ممدوده
نهض فارس واتجه إليه وأغلق الملف أمامه وقال بإصرار
افضل وقت العشاء قبل الثلث الاول ما ينتهى وبعدين أنت كده هيفوتك ثواب الجماعه يالا بقى نلحق الاقامه فى المسجد
نهض حسن على مضض وهو يقول
أمرى لله ادينى قايم يا سيدى
قالت نورا بأبتسامه رقيقه
طب وأحنا يا أستاذ فارس مش المفروض نصليها دلوقتى ولا ايه
قال فارس دون أن ينظر إليها 
لو قفلتوا الباب وضامنين محدش يدخل عليكم صلوا لكن لو ممكن حد يدخل ويشوفكم وأنتوا راكعين ولا ساجدين يبقى تستنوا لما تروحوا البيت أحسن ...على رأى الشيخ حسن العشاء ممدوده...
نظرت لها دنيا بغيرة واضحه مخلوطه ببعض التهكم وأنتظرت حتى خرج
فارس وحسن ثم
قالت
بقيتى تهتمى أنتى يا نورا بمواعيد الصلاه وكده
التفتت إليها نورا بدهشه قائلة
أنا بهتم بيها من زمان ..أنا بصلى من زمان الحمد لله
أبتسمت دنيا ابتسامة صفراء وهى تعيد نظرها للأوراق مرة أخرى
كان باسم يعلم ميعاد خروج فارس من المكتب لذهابه لاداء فريضة العشاء فى المسجد ..
أنتظر حتى تأكد من ذهابه ثم أرسل

فى طلب حضور دنيا إلى حجرة مكتبه..حضرت إليه كما أراد فأشار لها بالجلوس أمامه 
وفاجأها قائلا
كل سنه وأنتى طيبه يا دنيا مش عيد ميلادك النهارده برضه
نظرت إليه بدهشه قائله
وحضرتك طيب بس عرفت ازاى أن عيد ميلادى النهارده
قال بثقه زائدة
اللى بيهتم بحد ..بيحب يعرف عنه كل حاجه
أخرج علبه متوسطة الحجم من درج مكتبه وقدمها لها قائلا
أتفضلى هديتك
نظرت إلى العلبه مندهشه ولمعت عيناها من المفاجأة وقالت
ايه ده تليفون محمول مره واحده
علت الابتسامه شفتيه وهو يقول
ده اقل حاجه ممكن تتقدملك...قال عبارته هذه وهو يتفحصها بجرأته المعهوده
شعرت بالخجل من نظراته وقالت بإرتباك 
بس انا اسمع أنه بيبقى مع رجال الاعمال بس علشان شغلهم يعنى ..أنا بقى هعمل بيه أيه
لا ده كان أول ما نزل مصر بس دلوقتى أبتدى ينتشر شويه وبعدين يا ستى علشان لما أحب أطمن عليكى
أصلك لسه مردتيش عليا فى موضوع الشغل وأنا خلاص يومين وماشى من هنا 
وعاوز أعرف أكلمك وقت ما أحب
لم تكن كلماته تحمل معنى آخر نظرت الى العلبة بين يديها سعيدة بها وحائرة 
هل تقبلها أم لا.... إنها هدية ليست بالبسيطه وفى نفس الوقت ماذا ستبرر ذلك ل فارس ...
وكأنه قرأ افكارها التى ظهرت جلية فى عينيها وهى تنظر للعلبه فقال باصرار
أنا مش هتنازل عن أنك تقلبيها ..ألتفتت أليه فقال
وبعدين يا ستى لو خاېفه من الاحراج مش لازم تقولى أنى أنا اللى ادتهولك ..وكأنه أعطاها المخرج من تلك الورطه فابتسمت وهى تقول
متشكره أوى يا أستاذ باسم على الهدية القيمه دى الحقيقه دى أغلى هديه جاتلى فى عيد ميلادى
مد يده ليصافحها قبل أن تخرج وضغط على كفها بين كفه برقه وقال
دى حاجه بسيطه بالنسبه للى جاى لو وافقتى تشتغلى معايا
أبتسمت بإرتباك وتوتر وهى تسحب يدها من يده ببطء قائله بخفوت
هشوف كده ربنا يسهل
خرجت دنيا من حجرة مكتب باسم مسرعة وهى تخشى أن يكون قد عاد من صلاة العشاء 
ولكنها أسترخت وهى لا ترى فى الحجرة سوى نورا فقط والتى كانت منكبه على عملها بإهتمام
حشرت العلبة فى حقيبة يدها عنوه ووضعتها تحت مكتبها الخاص حتى لا تلفت الانتباه بأنتفاخها وواصلت عملها بنظرات زائغه وكأن شيئا لم يكن
عاد فارس وحسن من صلاة العشاء وجلس كل منهم خلف مكتبهم ولكن نورا لم تنسى تحييه بابتسامه قائله
تقبل الله
منا ومنكم
نظر حسن الى الجميع بأهتمام وقال وكأنه سيدلى بمعلومه سرية
أنتوا عرفتوا يا جماعه أن الاستاذ باسم هيسيب الشغل هنا ويفتح مكتب خاص بيه
قال فارس دون أن يرفع نظره إليه وكأن الامر لا يعنيه
أيوا عارفين ربنا يصلح حالنا جميعا
قالت نورا بأهتمام 
تفتكروا مين اللى هيمسك أدارة المكتب مكانه يا جماعه
أكمل حسن حديثه وكأنه لم يستمع إليها قائلا
طب عارفين أنى هروح معاه 
نظر له فارس بأستنكار وقال
ليه يا حسن أنت هنا بتاخد خبره أكبر وبتتعلم من الدكتور حمدى
قال حسن بتهكم وهو يشير الى حجرة باسم
وهناك هاخد فلوس أكتر
ردت دنيا بحماس وكأنها قد وجدت من يعينها ويفكر مثلها
برافو عليك ده تفكير منطقى جدااااا
ألتفت فارس بأستنكار وقال بضيق
تفكير منطقى أزاى يعنى ..الفلوس مش كل حاجه
أومأت موافقه لكلامه وقالت
ده صحيح الخبره مستقبلها اكبر من المرتب بكتير ..ثم ألتفتت الى حسن وهى تتابع حديثها
وبعدين يعنى الفرق مش هيبقى كبير
عقد حسن
ذراعيه أمام صدره وقال مخالفا
ولو جنيه واحد زياده هيفرق معايا...وبعدين أنتوا مش ملاحظين ان الشغل هنا ابتدى يقل ..
وأخفض صوته وهو يستطرد قائلا
والدكتور كمان مبقاش يجى كتير 
قال فارس بأنفعال
ده علشان الدكتور مبيقبلش قضايا المخډرات والقضايا المشكوك فيها يعنى على الاقل يا أخى ضامن ان مرتبك من فلوس حلال
أبتسم حسن بسخريه وهو يفتح ذراعيه قائلا
أهلا الشيخ فارس وصل
هب فارس واقفا پغضب واشار له محذرا وقال
ألزم حدودك معايا يا حسن وأتكلم باسلوب أحسن من كده
وقفت نورا مسرعه وهى تقول منفعله
أيه يا أساتذه صلوا على النبى كده وأهدوا ..كده صوتنا هيوصل للدكتور
أسندت دنيا رأسها الى كفيها وهى تنظر إليهم مشتتا أفكارها وهى تقول فى نفسها
أومال لو قلتله أنى عاوزه أروح أشتغل معاه هيعمل فيا أيه
أوت إلى فراشها ليلا وهى تمسك بالهاتف النقال فى يد وبالكتالوج فى اليد الاخرى محاولة فك طلاسم هذا الهاتف وهى تتمتم بسخريه
ايه الجهل اللى أنا فيه ده
وفجأه صدح رنينه بين يديها تفاجأت وهى تنظر لاسم باسم تضيء به شاشة هاتفها وهمهمت قائله
انا مسجلتش اسمه .. معقوله يكون مديهولى وهو مسجل اسمه عليه
ترددت لبرهه ثم قررت الرد وقالت بصوت متلعثم
الو
ها التليفون عجبك
اه جميل بصراحه..ميرسى اوى
مبروك عليكى ...طيب يا ستى أنا قلت بس أقولك تصبحى
على خير
وأنت من أهله
أغلقت الهاتف
وهى تنظر له وتقلبه بين يديها وهى واجمة وتفكر فى الخطوة القادمه
كيف ستفاتح فارس فى الامر وكيف ستكون ردة فعله تجاهها
استيقظ فارس قبل الفجر بساعه وهو يمد يده ويطفىء ساعته المنبهه التى تصدح يوميا فى مثل هذا الموعد معلنة عن وقت صلاة القيام تململ فارس فى فراشه وهو يشعر بإجهاد شديد

وكأنه لم ينم الا منذ لحظات قليله معدودة
ولكنه جاهد نفسه وهب واقفا بدون تفكير حتى لا يفكر فى العودة الى النوم مرة اخرى ويغلبه كسله وإجهاده ...
توضأ وعاد الى غرفته جلس وهو ممسكا بالمصحف وقرأ ورده الليلى منه 
ولكنه شرد بعقله وهو يفكر فى عمله ولا يعلم لماذا راودته صورة وهو فى حجرة مكتبه بين دنيا ونورا..
فشعر بالاستنكار لهذه الصورة وبانقباض قلبه لها ..كيف أجلس كل هذا الوقت بين فتاتين
وخصيصا أن حسن هو الاخر سوف يترك المكتب للعمل مع باسم 
هذا سيكون مدخل من مداخل الشيطان ومدعاة للفتن ..كيف لم يفكر فى هذا الامر من قبل
لماذا لم يطلب من الدكتور حمدى سابقا ان يفصل بين النساء والرجال فى مكتبه
كيف تجلس النساء كل يوم كل هذه الساعات
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 66 صفحات