رواية طبقات فرقتنا ولكن بقلم ندا حسن
سما لتشهق جهاد بعد أن استمعت بذلك والذي كان سيحدث لصديقتها على يد الوسيم المغرور بنظرها
هتفت قائلة باستغراب وتساؤل مضيقة ما بين حاجبيها
طب وكان عايز ايه دلوقتي..
اردفت مدعية اللامبالاة وهي بالداخل تتلهف لمعرفة الأمر
معرفش وأصلا مدتلوش فرصة يتكلم
ابتسمت صديقتها وهي تنوي فعل شيء ما
جدعه متدلوش فرصة بعد اللي عمله
__
بعد أن تناول الإفطار مع زوجته جلس أمام التلفاز ممسكا بيده كوب نسكافيه يشاهد ماتش لكرة القدم الذي يعشقها ويمارسها دائما مع أصدقائه ومنهم مصطفى و أكنان
جلست بجانبه زوجته التي أتت هي الأخرى بكوب في يدها
وضعت الكوب أمامها على الطاولة الصغيرة ثم حملت الريموت من عليها وأغلقت التلفاز لينزعج هو ويزفر بضيق شديد قائلا
ايه يا ياسمين افتحي الشاشة مش كفاية معرفتش أسمع الماتش امبارح منك
اعتدلت في جلستها لمواجهته ثم هتفت قائلة بتوتر تحاول السيطرة عليه بعد أن ابتلعت ما في حلقها
هتنزل امتى طيب.
أجابها قائلا بسخرية
لو مفتحتيش الشاشة هقوم أنزل دلوقتي حالا يا حبيبتي
أخذت نفس عميق وهي تحاول تشجيع نفسها لتبدأ الحديث معه
وضع الكوب هو الآخر أمامه ببرود قائلا لها وهو يلوي شفتيه بينما علم بداخله ماذا تريد هي
اتمنى مايكونش موضوع كل مرة لأن التوتر ده مش بيجي غير معاه
نظفت حلقها مرة أخرى واردفت مجيبه إياه في محاولة منها لشرح وجهة نظرها عله يستطيع فهم الأمر
عمر أنا عارفه أنك بتحبني وأنا كمان والله بحبك أنا فاهمه كده ومقدره بس أنا مش هكون حاجه ليك غير زوجة يا عمر أفهم بقى أنت لسه مش حاسس بالموضوع دلوقتي لكن لما الوقت يمر بينا هتحس أنك عايز سند عايز حد من ضهرك يسندك
زفر بهدوء عكس النيران المشټعلة بداخله من حديث زوجته التي لا تمل ولا تكل منه لا تفهم أنه لا يريد غيرها ولا تفهم أنه راضي تماما عن ما كتبه الله لهم سويا أحيانا يأتيه شعور أنها لا تغير عليه ولكن يناقضه عندما يتذكر مناوشاتهم سويا فاض به الكيل من هذا الموضوع الذي لا تريد أن تغلقه
طيب علشان نقفل أم الموضوع اللي مش بتزهقي منه ده أنا بقولها ولأخر مرة يا ياسمين أنا مش هتجوز وبعدين أنت مش زوجة وبس أنت حبيبة وأخت وصديقة كمان ولو هتقولي الشرع حلل الأربعة ولو هتقولي أنا مش هخلف حتى لو هتقولي ايه بالذي أنا مش هتجوز ولا هروح اجيب واحدة أنا مش بحبها ومش عايزها أصلا واخليها تعيش معايا ده حتى يبقى حرام
ثم وقف على قدميه بعصبية شديدة يود أن يلقنها درسا لا تنساه أبدا ولكن كيف فهي من الأساس تشعر بالنقص منذ أن فقدت رحمها وفقدت ذلك الإحساس الذي تريد أن تشعر به أي امرأة قبضت على ذراعه قبل أن يذهب ووقفت أمامه ثم هتفت وهي تحاول أن تجعله يلين ليستمع لها وهي على مشارف البكاء
وأنا عارف أن حسم الموضوع بالنسبة ليك هو إني اتجوز وغير كده لا مش هيتقفل وأي حل تاني مش هتوافقي عليه صح..
صاح بتلك الكلمات وهو يجذب ذراعه منها بحدة
ابتسمت نصف ابتسامة بتوتر وأجابته قائلة
صح لأن أنا عارفه أن أنت ھتموت ويكون عندك ولاد وبشوف ده في عنيك لما تكون مع ولاد أخوك ولازم هيجي يوم وتتجوز يبقى بموافقة مني أحسن ما تيجي بعدين وأنا على أمل أنك ليا لوحدي
هو دائما يحاول الخروج من هذا النقاش بأقل خسائر ولكن هذه المرة لم يستطيع تمالك أعصابه بسببها وبسبب هذا الحديث الذي تقتله به فهتف بصوت عالي جعلها تعود للخلف خائڤة من عاصفته
وهو أنا كنت اشتكيت ليكي هاا أنا قولتلك أنا عايز زفت عيال... أنت ليه مش عايزانا نعيش مرتاحين كل ما حياتنا تهدأ تفتحي أم الموضوع ده
ڼزفت عينيها دموع على هذه الحالة التي هم بها وعلى قهرها مما يحدث وتحولت ملامحها للتوسل
أنا مش هستنى لما تشتكي أرجوك أعمل اللي بقولك عليه لأن حياتنا اللي بتقول عليها دي فاضيه وملهاش معنى من سنين
نظر لدموعها وهو يعلم أسبابها الذي لا تعلمها هي ليقول بهدوء هذه الكلمات التي يعلم بقرارة نفسه أنها ستصيبها في مقټل ولكن ليفعل ربما تصمت هذه المرة
تمام طلما أنت مش بتخلفي ملكيش شأن بيا إذا كنت عايز أخلف ولا لا وأنا حياتي الفاضيه دي عجباني عن اذنك
أبتعد تاركا إياها وحدها وهو يفكر كيف ينهي ذلك الموضوع الذي تصمم هي دائما على فتحه
هتفت بصوت عالي وحدة قبل أن يذهب إلى غرفته بعد أن استدارت له تعلم أن حديثها الذي ستنطق به لأول مرة ربما يأتي بعواقب وخيمة ولكن ليس هناك حل أخر عله هو الآخر يرضخ لها
طلما أنت شايف كده يبقى طلقني لأني مش مستعدة أكمل معاك وأنا شايله ذنبك وأنت تشوف حياتك وأنا كمان أشوف حياتي.. صحيح أنا اللي مش هخلف لكن يمكن ألاقي راجل مطلق ومخلف مثلا.. مش محتاج مني ولاد أو حتى مراته مټوفية
لم تدري كيف وصل إليها هكذا في لمح البصر لم ترى شيء منه ولم تستمع إلى صوته بعد تلك الكلمات التي نطقت بها فقط شعرت شعرت بتلك الصڤعة المدوية التي نزلت على وجنتها من كفة العريض والتي أطاحت بها إلى الخلف لتستند سريعا على الطاولة خلفها وهي على وشك الوقوع أرضا
رفعت نظرها له والدموع تجري على وجنتيها دون توقف هذه أول مرة له منذ زواجهم أن يرفع يده عليها ولكن كانت كلماتها قاسېة جدا عليه أتريد الزواج بغيره حقا
وجدته ينظر لها بعيون ذئب بشړي فقد قټله مجرد التفكير في حديثها وأنها بين أيدي رجل أخر
أقترب منها ليقبض على ذراعيها بقوة وهو يقربها منه صائحا من بين أسنانه بحدة وڠضب شديد ظاهرا على ملامحه بوضوح
عايزاني أتجوز... حاضر من عنيا يا ياسمين أوعدك في أقرب وقت هكون متجوز عليكي ومش هطلقك يا ياسمين سامعة.. مش هطلقك وأنا هعرف اربيكي من أول وجديد على الكلام اللي قولتيه ده لكن الأول لازم أنفذ طلبك يا مدام
دفعها للخلف لتقع على الأريكة وهي ما زالت تبكي من حدته وقسوته عليها
وأكمل الأن قهر قلبها قائلا ببرود
هو أنا مزعل نفسي ليه ما أنت معاكي حق هتجوز وبرضاكي وهعيش يومين حلوين مع واحدة حلوة وفوق كده كمان هخلف.... لا فعلا أنت معاكي حق وبدل ما تكون واحدة بس اللي في قلبي وحياتي يبقوا اتنين
ألقى بتلك الكلمات عليها بقسۏة شديدة ټأذى هو بها قبلها ثم ذهب ليرتدي ملابسه وخرج من المنزل بعصبية شديدة وعقل منشغل بحديثه الذي ألقاه
عليها تاركا خلفه قلبا بات منكسرا وكأن هناك خنجر مسمۏم