الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية طبقات فرقتنا ولكن بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 3 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

إنك عايزاني وأنا هستناكي ومش هتكلم
أجابته بهدوء كما يفعل غير مهتمة بحديث كل مرة يجلس معها ضاربة بكلماته عرض الحائط عله يفهم ما تريد
أنت ليه مصمم تخليني أخسرك عبد الرحمن أنا معنديش صحاب غيرك أنت ويمكن جهاد وأنت أكتر من صاحبي أنت أخويا وأنا مش بشوفك غير أخويا احنا تقريبا متربين سوا
زفر بإحباط ثم هتف وهو يعود بظهره إلى الخلف عازم أمره أنها ستكون المرة الأخيرة للتحدث بها عن ذلك الموضوع فقد هلك من كثرة الحديث معها
يعني مافيش أمل أننا نرتبط..
اردفت قائلة ب جمود مجيبه إياه بحدة كي يعود عن ما برأسه
فيه بس لو عايز تخسرني يا عبد الرحمن
ابتسم بهدوء محاولا مداراة حزنه الشديد فهو لم يشعر بالحب بحياته تجاه غيرها وكان كل فترة ينتظر ليتحدث معها مرة أخرى معطيا نفسه أملا أن ربما تغيرت مشاعرها ولكن يبدو أن ذلك لن يحدث أبدا
وأنا مش عايز أخسرك يا منة هكون أخوكي زي ما قولتي ومش هتكلم معاكي في الموضوع ده تاني أوعدك وفي أي وقت هكون موجود في ضهرك زي ما كنا
صاحت قائلة له بخجل يعتري وجهها ولكن هذا حقا لم يكن بيدها فهذا القلب دائما لا يستمع إلينا
عبد الرحمن أنا آسفة
أجابها سريعا مبتسما بحزن محاولا مداراته
مافيش داعي للآسف إحنا أخوات صح..
ابتسمت له ابتسامة باهته لم تصل لعينيها عسلية اللون ثم أجابته
صح
في ذلك الوقت كانت هناك عيون تخترق الطاولة التي يجلسون عليها رغبة منها في معرفة ما يحدث بينهم ومن ذلك ولما تجلس معه أيضا تلك البراكين بداخله جميعها ثائرة الآن بسببها وبسبب ما يشاهده على يدها يريد دون قيود التعرف عليها والتودد إليها بالحديث ليرة ما آخرها معه غير نعتها له ب البهيمة يجب أن يرد لها الصاع صاعين على تلك الكلمة السخيفة..
صاح باستفهام سائلا صديقة الذي يقف بجواره قائلا وهو يضيق ما بين حاجبيه
مين الواد اللي قاعد مع البت اللي اتخانقت معاها دي
ابتسم نبيل صديقه ثم تحدث قائلا بسخرية جلية ظهرت بنبرته
ده عبد الرحمن صاحبها الانتيخ
ردد أكنان كلماته بتهكم وعيونه تشتعل بالنيران قائلا
الانتيخ آه ... ماشي لما نشوف هينفعك في ايه!..
ثم وقف لا يحرك ساكنا يتابع حركاتها العفوية معه وابتسامتها الصافية التي تقدمها له بدلال وخجل ليشتعل هو كل دقيقة تمر عليه أكثر من الدقيقة السابقة دون علم لما يحدث ذلك..
_____
دلفت إلى منزلهم البسيط بعد أن عادت من عملها في وقت مبكر على غير عادتها مرهقة عابسة الوجه وكأن هناك هما ما تحمله وحدها توجهت إلى طاولة الطعام الذي يجلسون عليها جميعا سويا ثم جلست عليها ووضعت حقيبتها أمامها تنظر لنقطة ما في الفراغ غير مدركة نظرات والدتها التي منذ خروجها من المطبخ وهي تنظر لها نظرات متفحصة لتعلم ما الذي يجري معها جعلها تأتي مبكرا وتجلس هكذا دون حديث ليس من العادة
وقفت أمامها والدتها كريمة تجفف يدها في منشفة المطبخ متسائلة باستغراب عن حالة ابنتها على غير العادة
ايه ده مالك يا سما شايله طاجن ستك ليه..
لم تنظر إليها حتى وظلت كما هي على وضعها فأسرعت دقات قلب كريمة خوفا أن يكن حدث لابنتها أو زوجها مكروه فصاحت بها بصوت عالي تسألها مرة أخرى
في ايه يا بنتي انطقي
رفعت نظرها إلى والدتها أخيرا ثم تحدثت بهدوء شديد يغلفه الحزن لما واجهته اليوم وتعلم ما هي عواقبه
الشركة اللي كنت بشتغل فيها بتفلس ونص الموظفين استغنوا عنهم وأنا كنت واحدة منهم
جلست والدتها بأريحية تلتقط أنفاسها ثم هتفت قائلة ببرود
ياختي خضتيني الله... وبعدين ايه يعني لما تقعدي من الشغل طب والنبي ده أحسن حاجه حصلت ريحي شويه لحد ما العدل يجي
زفرت سما بضيق من والدتها التي كانت دائما تشجيعها على عدم العمل وهتفت قائلة
والنبي يا ماما اسكتي أريح ايه وعدل ايه أنت يعني مش شايفه الحال
لوت شفتيها بتهكم مجيبه إياها
وماله الحال أهو الحمدلله عايشين وربنا مراضينا وكله زي الفل أحسن من غيرنا
ابتسمت سما بهدوء على رضاء والدتها بما قسمه الله لهم ثم هتفت قائلة
صح الحمدلله على كل شيء
_______
عن ذلك التائه في بحر لا يعرف له مرسى يرى كل الأشياء من حوله جميلة خلابة منذ أن وقعدت رمادية عينيه في بنيتها الساحرة التي خطفت له عقله قبل قلبه وكيانه ووجدانه
لا يدري كيف ومتى ولماذا ولكن كل ما يعلمه أنها استحوذت تفكيره منذ أن رأها بخجلها وتوترها منذ أن شعر برجفتها وهو يقتحم الغرفة يتساءل هل كل ذلك صحيح.. هل هو كما شعر به.. ويجاوب بأن يعيش اللحظة ليرى ماذا سيفعل القدر به وبتفكيره الغير مدرك نتائج ما يصنع.
فكر في أن يجمع بعض المعلومات الخفية عنها بعد أن علم بأنه لن يكف التفكير بها وحتى لا يدري لما هي بالأخص فهناك من حوله في الجمال أجمل وفي المكانة الاجتماعية أفضل ولكن قد دق قلبه وتفكيره لها.
أحضر والدها إلى مكتبه ليتحدث معه في بعض الأمور الخاصة بالعمل وقد كان هذا ما اخترعه لينفرد به حتى يأخذ ما وده بشدة.
بعد أن تحدث في كافة الأمور التي خططها لتحدث بها لم يجد نفسه يفعل شيئا إلا وهو يقول غير مدرك العواقب
أنت يا عم محمود ماعندكش ولاد غير سما..
تنحنح بخجل بسبب نطقه لأسمها هكذا بدون أي ألقاب ليتمتم مصححا
آسف قصدي الآنسة سما
ابتسم محمود بعفوية لا يدور بخلده ما يدور في ذهن مصطفى الجالس أمامه فصاح قائلا
لا عندي منة بس أصغر من سما منة في أخر سنة وسما متخرجة السنة اللي فاتت
سأله مجددا بعد أن أنهى حديثه قائلا بهدوء محاولا أخذ معلوماته جلية
والآنسة سما كانت بتدرس ايه..
أجابه بفخر واعتزاز بابنته مبتسما تصل ابتسامة من الأذن إلى الأذن
إدارة أعمال زي حضرتك كده يا مصطفى بيه ومنة كمان زيها
ابتسم مصطفى له محاولا أن يخفي توتره بسبب هذه الأسئلة التي يلقيها عليه بدون أي حق
تربيتك مشرفة يا عم محمود
تحدث مجيبا إياه بتواضع ولكن نجاح بناته يجعله يشعر بالفخر
مايجيش حاجه جنب تربية أشرف بيه ليك أنت مثال على الأدب والأخلاق والتربية الصالحة
صاح مجيبا إياه بهدوء بعد أن شعر بأن التوتر يزول تدريجيا
الله يكرمك يا عم محمود
ثم أكمل سائلا إياه مرة أخرى ولكن يخشى وبشدة أجابت هذا السؤال فقد يؤدي بقلبه وعقله معا إلى الچحيم
احم ... وأكيد على كده بقى الآنسة سما مخطوبة
استغرب محمود من سؤاله كثيرا ولكنه أجابه قائلا بهدوء
لا والله لسه النصيب مجاش
ابتسم مصطفى باتساع مما أدهش محمود الجالس أمامه ليهتف قائلا
أيوه صح كل شيء قسمة ونصيب
أومأ له محمود بتأكيد على حديثه ثم استأذن منه ليكمل عمله بعد أن شعر بأنهم سيدخلون في تفاصيل أعمق من ذلك ليذهب هو ويترك ذلك التائه يغرق مرة أخرى في تفكيره وما الذي سيفعله وكيف سيفعله من الأساس.
___
في المساء بعد أن تناولوا وجبة
العشاء جميعا سويا على سفرة طعام تحمل من أشهى الأطباق جلسوا في غرفة الصالون ذو الأساس الراقي الدال على الغناء وأنه موجود في
فيلا من فيلات

انت في الصفحة 3 من 29 صفحات