الإثنين 25 نوفمبر 2024

مع وقف التنفيذ دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 27 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


تقول باستغراب
هما طبق كشرى بتفرقى فيهم يابنتى.. دول أطفال
بس عرفت اخد بالى منهم ولا لاء
قالت أم فارس بإعجاب 
عرفتى وابصملك بالعشرة
دارت مهرة ببصرها فى المنزل وهى تقول
هو فارس لسه مجاش من الشغل
ضړبت أم فارس بيدها على جبينها وهى تقول متذكرة
الأكل على الڼار ېخرب عقلك يا مهرة نستينى
نهضت واقفة
وتابعت وهى فى طريقها للمطبخ

ده زمانه جاى هو ومراته ..عازمها على الغدا عندنا النهاردة
مطت شفتيها بامتعاض وهى تقول بصوت مرتفع 
الله يكون فى عونك يا طنط أنا عارفة هتستحمليها ازاى
خرجت أم فارس من المطبخ ونظرت إلى مهرة بعتاب وقالت
لاء يا مهرة محبش اسمعك بتقولى كده لو فارس سمعك هيزعل أوى.. دى مراته برضة
لوحت مهرة بيدها وهى تقول معترضة
مش مراته .. دى خطيبته بس
أبتسمت أم فارس وهى تقول 
لاء مدام كتب كتابه عليها تبقى مراته
عادت للمطبخ ثانية تكمل ما بدأته من طعام الغذاء بينما وضعت مهرة الطفلين على الأريكة وأخذت تلاعبهما وتضاحكهما ببعض الألعاب ثم وضعتهما على الأرض يمرحان بألعابهما ووقفت تنظر لغرفة فارس التى اعتادت الدخول إليها يوميا منذ أن كانت مجرد طفلة وقفت وسط الغرفة تتأمل المكان

حولها وكأنها تدخل لأول مرة وفعلت كما تفعل يوميا جلست خلف مكتبه الصغير وفتحت أحد أدراجه وأخرجت بعض من صورها الذى التقطت لها وهى صغيرة ومازال فارس محتفظا بها فى درج ذكرياته كما يسميه تأملت صورها قليلا وهى تبتسم تارة لصورتها بشعرها الأشعث المتناثر
وصورة أخرى بملابس العيد الجديدة وصورة جمعت بينهما وهما ينظران لبعضهما البعض ويخرج كل منهما لسانه للآخر بمشاغبة وهى تحمل دميتها المفضلة باربى هدية فارس لها أنتزعها من ذكرياتها صوت ثلاث طرقات على باب الشقة تعرفهم جيدا وتحفظ نغمتهم أعادت الدرج إلى وضعه سريعا وخرجت مسرعة فوجدت والدته قد سبقتها وفتحت الباب قبلها ورأت دنيا تدلف من الباب ونظرها مصوب باتجاه مهرة برغم من أنها تقبل أم فارس وتصافحها دخل خلفها فارس يلقى السلام فوجد مهرة واقفة مستندة على حافة باب غرفته المفتوحة فابتسم لها وقال محذرا بمزاح
عارفة لو لعبتى فى شغلى من ورايا هعمل فيكى ايه
قالت باندفاع 
لا والله ما لعبت فى حاجة
أبتسم فارس وهو يشير لدنيا موجها حديثه لمهرة قائلا
مش هتسلمى على دنيا
نظرت لها مهرة فوجدتها تنظر لها ببرود وتبتسم لها ابتسامة صفراء فبادلتها نفس الأبتسامة ونفس النظرة وهى تضغط كلمتها قائلة
أهلا
نظرت لها دنيا بحدة وقالت
يصح بنت كبيرة كده تدخل أوضة راجل غريب ..هى مامتك مبتعلمكيش الحاجات دى ولا ايه
نظر لها فارس بضيق ولمعت الدموع فى عينيى مهرة بينما قالت أم فارس وهى تنظر لها بجدية
هى مبتدخلش الأوضة وهو موجود
ثم تابعت بضيق
مهرة غالية عليا ومحبش حد يكلمها كده .. حتى لو كان فارس نفسه
عقدت دنيا ذراعيها أمام صدرها وقالت بتهكم
يا طنط انا اللى مرات ابنك مش هيه
جذبها فارس من ذراعها برفق وقال بحسم
دنيا ..هنتكلم فى الموضوع ده كام مرة.. مش خلصنا منه قبل كده ولا ايه
تحركت مهرة بانفعال وهى تحبس دموعها وأخذت الطفلين وتوجهت بهما إلى الخارج واغلقت الباب خلفها بقوة وصعدت لشقتها دخلت أم فارس المطبخ ودخل خلفها قبل رأسها وقال معتذرا
أنا آسف يا أمى بالنيابة عنها.. معلش متزعليش علشان خاطرى
نظرت له أمه بعتاب وقالت 
فهم مراتك ان مهرة بنتى واللى مبيحبهاش على الأقل يراعى انى بحبها وانها غالية عليا
أحاط كتفيها وقال بحنو
ما انت عارفه يا ماما ان مهرة غالية عندى انا كمان ونفسى والله دنيا تحبها بس مش عارف هى واخدة موقف عدائى منها كده ليه
لاحت ابتسامة واثقة على شفتيها وقالت
انا بقى عارفة
رفع حاجبيه متعجبا وقال
عارفة أيه يا أمى
ربطت على كتفيه قائلة
مش وقته دلوقتى روح يالا اقعد معاها على ما اخلص الأكل
قبل رأسها مرة أخرى وخرج من المطبخ متوجها إليها لم يجدها فى الصالة الخارجية بحث بعينيه سريعا فوجدها بداخل غرفته دلف خلفها فوجدها تنظر يمنة ويسرة وكأنها تبحث عن شىء ما لا تعرفه فقال
فى أيه بتدورى على حاجة 
كانت تظن أن مهرة ربما تكون قد تركت لفارس رسالة أو شيئا من هذا القبيل فى غرفته ولكنها قالت له 
أبدا مفيش هو انا يعنى اللى اوضتك متحرمة عليا ولا ايه
لفها إليه ورفع رأسها ينظر إليها وقال 
دنيا ..أنت اللى محرمة نفسك عليها ..هو فى حد يقعد كاتب كتابه 3 سنين !
أزاحت يديه وقالت حانقة
يوه بقى يا فارس .. أنت كل ما تشوفنى تكلمنى فى الحكاية دى .. وبعدين ماهو عندك صاحبك عمرو مش ده برضه كتب كتابه معانا تقريبا ولسه مدخلش لحد دلوقتى
حاول فارس أن يتحكم بأعصابه وكتم غضبه حتى لا تستمع والدته لما يحدث بينهم فأخفض صوته وقال بضيق
وأحنا مالنا ومال عمرو.. وبعدين هو لو عليه كان زمانه دخل من زمان .. لكن ده من ساعة ما كتب كتابه وزى ما يكونوا بينتقموا منه فى شغله ومبهدلينوا فى مشاريع بره القاهرة..
حتى مراته مبيشوفهاش غير مرتين تلاتة فى السنة .
و زفر بقوة ثم تابع قائلا
وبعدين هو عنده مشكلة فى الشقة.. لكن احنا الشقة اللى هنتجوز فيها موجودة أهى وانت وافقتى لما كتبنا الكتاب وقلتى معندكيش مانع نقعد هنا
شعرت دنيا بالتوتر يسود بينهما وشعرت أن فارس غضبه يتصاعد فحاولت من تخفيف حدة النقاش
قليلا فغيرت نبرة صوتها وجعلتها أكثر نعومة وقالت
مش احنا كنا متفقين لما تخلص الدكتوراة علشان مفيش حاجة تعطلك عن الرسالة وتخلصها بسرعة
وقبل أن يجيب سمع والدته تناديه من الخارج خرج إليها مسرعا فقالت
الغدا خلص تعالى حط الأطباق معايا على السفرة .. وبعد كده اتكملوا بعيد عن البيت
أنا وحده عندى الضغط ومش ناقصة حړق ډم
أستيقظ بلال من نومه وهو يتململ فى فراشه نظر فى ساعته بعين مفتوحة وأخرى مغمضة هب واقفا فى سرعة ليلحق بصلاة العصر فى المسجد توضأ وبدل ملابسه وسريعا للخارج فوجد عبير تجلس بجوار والدته ويتسامران ..نظر لها بعتاب وقال
كده برضوا يا عبير ..أنا مش منبه عليكى تصحينى قبل الأذان بربع ساعة
نهضت وقالت معتذره
اسفه والله يا حبيبى كنت هدخل اصحيك من شوية والكلام خدنا

انا وماما
نظر إلى والدته وهى تحمل طفله الصغير على قدمها وتلاعبه فقال وهو ينظر حوله
الله .. أومال فين باقى الولاد نايمين ولا ايه
ضحكت والدته وهى تقول
لا مش هنا أصلا .. واحد مع عزة واتنين مع مهرة
نظر لهم متعجبا واتجه إلى الباب وهو يتمتم
واحد مع عزة واتنين مع مهرة.. أنا مش عارف هما دول ولادى ولا علبة ألوان
ألقى السلام وخرج وأغلق الباب خلفه متوجها للمسجد جلست عبير وهى تحمل الطفل عن أم بلال وهى تقول
والله يا ماما أنا ما كنت عارفة هعمل أيه فى العيال دى لوحدى .. لولا ان ربنا من عليا بعزة ومهرة وانت كمان يا ماما بتتعبى معانا أوى ربنا يخاليكى لينا
ربتت ام بلال على كتفها برضا وأردفت تقول
انا مكنتش مستغربة من عزة لأنها كبيرة ماشاء الله وتقدر تخلى بالها من طفل صغير .. اللى كنت مستغربة منه بجد هى مهرة .. تعرفى يا عبير لما شفتها فى فرحك حسيت أن البنت دى هتبقى قريبة مننا أوى وحسيت انى اعرفها من زمان ولما ولدتى وجبتى الأربعة ماشاء الله.. صممت تيجى تقعد معاكى وأمها بصراحه مقالتش لاء .. وفى أسبوع واحد كانت اتعلمت تتعامل مع العيال ازاى .. والعيال كمان اتعلقت بيها أوى ..بس تعرفى يا عبير أمها كمان بتحبك أوى
ابتسمت عبير وهى تقول
أم يحيى دى غلبانة أوى يا ماما.. هى اللى شايلة بيتها على كتفها.. جوزها أصلا بيخرج الفجر مبيرجعش غير نص الليل ولا يعرف حاجة عن ولادوا ومكبر دماغوا ..لما كلمتها عن الصلاة لقيتها ياعينى متعرفش حاجة ومن ساعة ما اتعلمت وهى مواظبة عليها وبتحبنى أوى من ساعتها
عندما عاد بلال من المسجد وجدهما فى مكانهما كما تركهما دخل وأغلق الباب خلفه ينظر إليهم بابتسامة وهو يردد دعاء دخول المنزل أقبلت عبير عليه بابتسامة فقبلها على جبينها واتجه إلى أمه وقبل كفها وحمل عنها الصغير فقالت عبير 
ثوانى هحضر الغدا ..
أوقفها نداء زوجها فالتفتت إليه متسائلة فاقترب منها قائلا
صليتى العصر
قالت بسرعة وهى تستدير للتوجه للمطبخ مرة أخرى
لاء لسه .. هحضر الغدا
واروح اصليه
جذبها من ساعدها برفق وقال
تعالى يا عبير عاوزك فى كلمتين
أنا زعلان منك أوى يا حبيبتى
قطبت جبينها وقالت بلهفة 
ليه يا بلال أنا عملت ايه
مش ملاحظة انك من ساعة ما ربنا رزقنا بالأولاد وانت بتأخرى الصلاة
خفضت نظرها فى خجل وقالت 
معاك حق يا حبيبى بس والله بيبقى ڠصب عنى .. بعمل حاجات كتيرة والولاد وشغل البيت بيخلونى بأخرها ڠصب عنى
روح قلبى ..أنت عارفة كويس أن مينفعش نقدم أى حاجة على الصلاة.. مهما كانت الحاجة دى أيه ..عارفة لو أول ما سمعتى الأذان سيبتى كل اللى فى أيدك وروحتى اتوضيتى وصليتى .. هترجعى تلاقى الحاجة بتتعمل بسهولة ويسر أكتر من لو أخرتى الصلاة علشانها .. لو بداتى تتهاونى فى مواعيد الصلاة يا عبير هتلاقى نفسك يوم ورا يوم بتصليها قبل الوقت اللى بعدها بخمس دقايق .. و واحدة واحدة هتلاقى نفسك بتجمعى الصلوات مع بعض ..وأنا عارف أن حبيبتى هتاخد بالها بعد كده ولو الولد بيعيط حتى صلى وانت شايلاه مفيهاش حاجة
ربنا يخاليك ليا يا حبيبى ...أنا مبسوطة بيك أوى يا بلال وانت بتنبهنى وبتقولى الكلام ده وبالطريقة دى
أبتسم وهو ينظر لعينيها وقال بحب
لا اعملى حسابك مش كل مرة هتكلم بالطريقة دى ..المرة اللى جاية فى ضړب .. ومش أى ضړب .. ده هيبقى ضړب بضمير.. وطبعا
انت عارفة ضميرى ..فاهمانى
ضحكت عبير وهى تحمل الطفل قائلة
إلا عارفة.. أنت هتقولى على ضميرك برضة ..انا هروح بقى اصلى وبعدين أحضر الغدا
لحق بها عند باب الغرفة وقال
لا بلاش تدخلى المطبخ
ألتفتت له بدهشة وقالت متعجبة 
ليه
قال بمزاح وهو يمسح على شعرها
بغير عليكى من عيون البوتاجاز
ضحكت عبير وأحمرت وجنتيها وخرجت مسرعة توضأت وصلت العصر وأعدت الطعام
كأحسن ما يكون ولم لا فلقد بثها حنانا فأطعمته جمالا جعلها ملكة فوضعته على عرش قلبها وتوجته حاكما وملكته صكوك غفرانها
أخذت عزة الهاتف وسحبت السلك خلفها ودخلت غرفتها وأغلقتها خلفها وهى تضع سامعته على أذنها وتسندها بكتفها وابتسامتها واسعة ثم قالت بصوت خفيض
وحشتنى
قال مداعبا
أيه الجرأة دى كلها.. وحشتنى مرة واحدة ..الله يرحم
أحمر وجهها وقالت بعتاب
كده يا عمرو .. طب انا غلطانة .. مش هقولك حاجة تانى
قال على الفور
لالالا بهزر معاكى يا شيخة .. أنت ايه ما بتصدقى علشان تمنعى عنى الدعم السنوى
أتجهت إلى فراشها وهى تحمل الهاتف وكأنها تحمل قلبها بين يديها بعناية
 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 66 صفحات