الأربعاء 18 ديسمبر 2024

صماء لا تعرف الغزل بقلم وسام الأشقر

انت في الصفحة 1 من 138 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الاول 
في غرفه مظلمة يحيط بها الظلام الذي يكاد أن يخترقه ضوء الشمس الحار من خلف الستائر البالية التي تدل علي قدمها وكثرة استعمالها تظهر هذه الأشعة التي تكاد تنبعث من النافذة بخجل داخل غرفة صغيرة مكونة من خزانة ملابس صغيرةومكتب صغير مبعثر عليه بعض الكتب في واجهة الباب أما بجواره نجد سرير صغير يكاد يتحمل شخص واحد تدل معالمه علي قدمه وفوقه تنام انثي صغيرة الحجم نحيلة متوسطة القامة بيضاء البشرة ذات شعر بني طويل 

تملمت هذه الفتاة في نومها بسبب شعورها بالانزعاج من اهتزاز عڼيف تحت وسادتها فبدأت بفتح عينيها بصعوبة ليظهر من خلف أهدابها البنية عيون رمادية صافية يقسم من يري هذه الملامح ان هذه ملامح فتاه أجنبية وليست من أهل البلدة فمن في مكانها يجب أن يكون سعيدا أنه يملك مثل هذه الملامح الهادئة لكثرة المعجبين بها ولكن للأسف أنها آخر شخص تتمني أن يعجب بها أحدا بسبب ظروفها الخاصة 
قامت غزل من نومها لتمد يدها أسفل وسادتها لتجذب هاتفها المخصص علي خاصية الاهتزاز دائما لتغلقه لولا هذه الخاصية ما افاقت ابدا من نومها استقامت للتوجه الي النافذة لتفتحها علي مصرعيها ليخترق ضوء الشمس الغرفة وتتطاير خصلات شعرها الذي بلون العسل الناعم علي وجهها فتتجه للخروج لدخول دورة المياة وتصلي فرضها بعد الانتهاء من فرضها 
توجهت لغرفه مجاوره لتفتح ضوءها لتيقظ سيدة في اواخرر عقدها الرابع ولكن ما يراها يجد امرأة نهشها الزمن وقسي عليها قامت غزل بوضع يديها اليمني علي كتفها لتوقظها مع الحركة الثانية استجابت لتقول بحبور 
صباح النور ياعيوني قالتها وبعيونها الكثير من الحب 
لتبتسم غزل وتقوم بسحبها من يديها لتساعدها علي الوقوف والتوجه للاغتسال 
يابنتي انا هعرف اتحرك لوحدي انا لسه ما عجزتش قامت غزل بتحريك رأسها ورفع كتفيها برفض أن تتركها 
بعد فترة كانت غزل بالمطبخ الصغير تعد الإفطار المكون من فول وطعمية والعيش البلدي والجبن وشرعت في وضع الطعام علي المائدة وعند بدأ الإفطار رأت ضوء الأحمر من مصباح مخصص يضئ وينطفئ فأسرعت الي باب المنزل لتنظر من عينه وتفتح الباب مسرعة تقفز كالأطفال بسعادة عند رؤية الواقف أمامها 
صباح الخير ياغزغز عبثت غزال وانعقد حاجباها من هذا التدليل السخيف فأشارت بيدها رافضة لهذا التدليل 
خلاص خلاص ماتزعليش ياغزالي ابتسمت غزال وحثته علي الدخول فسمع صوت صفا يقول 
تعالى يامحمد حماتك بتحبك زي مابيقولوا هنا تسلمي يا خالتي والله انا نزلت من فوق جري عشان متأخر بس مدام حلفتي اقعد اكل معاكم
ابتسمت غزل و أسرعت بجلب ما يكفيهم من الخبز واندفعت تجلس بجواره وتأكل بسعادة هو تشاهد محمد يأكل باستمتاع وينظر اليها بحب وشردت في أول مرة رأت فيها هذا الشاب إنها لا تتذكر متي تحديدا هههه نعم لانها نشأت علي يديه كانت صغير في سن خمس سنوات عندما أتت بها صفا لهذا الحي الشعبي والسكن بهذه الشقة منخفضة الايجار افاقت من شرودها علي صوت محمد وهويقول الحمد لله 
ادعيلي يا خالتي انا رايح مقابلة شغل دلوقتي في شركه كبيرة ان ربنا يوفقني فيها 
ربنا معاك يا ابني ويكتبلك كل خير قالتهاالخالة صفا بحبور فقد كانت تتمني محمد ابن لها أو زوج لغزل ولكن لا تأتي الرياح كما تشتهي السفن 
قفزت غزل واتجهت جهه رزمانة ورقيةوكتبت بها ربنا يوفقك ويكتبلك كل اللي بتتمناه هفضل ادعيلك انا اه مش قادره أتكلم بس ربنا سامع صوت قلبي اه متنساش هستني منك رساله تطمني عملت ايه 
حاضر يا احلي غزل في الدنيا 
في مكان اخر بفيلا صغيرة مكونة من طابقين ولكنها ليست شديدة الاتساع نجد بالطابق السفلي بهو واسع يتكون من عدة حجرات حجرة مكتب يمين المدخل وبالداخل حجرة الاستقبال يسارا يليها حجرة الطعام وحجرة الطهي بالقرب من الدرج 
اما بالدور العلوي نجد اربع حجرات حجرة لفتاه عشرينة تشع
حيوية يغلب عليها اللون الوردي 
اما الحجره الثانية لرجل كبير بالسن في العقد الخامس من عمره 
والحجرة الثالثه لشاب في أوائل العقد الثالث والرابع مغلقة دائما لا تفتح الا لتنظيفها فقط 
يصدح صوت رجولي خشن يزعج من بالبيت أنه يوسف نجيب الشافعي عصبي المزاج كثير الشك في من حوله غير اجتماعي الا مع من
 

السابق
صفحة 1 / 138
التالي

انت في الصفحة 1 من 138 صفحات